حريتهم اذلالنا
لو كنا امة موحدة الرأي والموقف والكلمة والحس والشعور والسيكولوجية والثقافة والاحساس بالكرامة والكبرياء ، لما تجرأت 17 صحيفة دنماركية على السخرية منا واعادة نشر رسوم مسيئة لاكبر واقدس واعظم رمز في حياتنا ، اعني رسولنا محمد "صلى الله عليه وسلم" ، كانت قد نشرتها في العام الماضي في استفزاز اكثر من واضح لنا وفي اساءة اكثر من جارحة لامتنا قبل غيرها.
ولو كنا امة مهابة الجانب يحسب لها الامبرياليون الاوروبيون والاميركيون حسابا ، لما تحمس وزير داخلية المانيا ودعا كل الصحف الاوروبية لاعادة نشر تلك الرسوم على نطاق واسع امعانا في اذلالنا وتحقيرنا واستباحة لمقدساتنا وتراثنا وتاريخنا وحضارتنا. يقولون ان ذلك يدخل ضمن حرية الصحافة وحرية التعبير ، ولكن عاقلا او مجنونا في هذا العالم لا يصدق هذه الاكذوبة البالغة الوقاحة. ترى الم يجدوا غير السخرية من هذا الرمز العظيم لامة العرب والمسلمين،، هل هم احرار في اهانتنا الى هذا الحد والنيل منا على هذه الصورة الخالية من الحرية والخالية من الثقافة والخالية من الفن،، واية حرية هذه التي تسخر من نبي قال عنه اعظم مفكريهم ومثقفيهم مثل الكاتب البريطاني والايرلندي الاصل برنارد شو انه اعظم رجل في التاريخ،، ام انه الحقد على الاسلام وعلى هذه الامة ذلك الذي دفع هذا الاعلام المنحط في معركة الغرب ضد كل ما هو مسلم،،
ولماذا لم يتناول دعاة حرية التعبير هؤلاء شيئا من تاريخ وحاضر الصهيونية العالمية التي تجاوزت في همجيتها واجرامها كل مجرمي وسفاحي التاريخ القديم والحديث في هجمتها على الشعب الفلسطيني ، او على الاقل فيما تفعله في قطاع غزة الاّن حيث تواصل حصاره وتجويعه اضافة الى المذابح اليومية التي تقارفها ضد الاطفال والنساء والشجر والحجر والبيوت في اصرارعلى تدمير ما تبقى لهذا الشعب من سبل العيش والحياة،،
ألم يجد دعاة حرية الصحافة وحرية التعبير ما يرسمونه في هذه المذبحة ، طفلا ممزق الاشلاء مثلا او بيتا مدمرا على رؤوس ساكنيه او حريقا مشتعلا في جسد امرأة اثقلتها سنوات عن الصراخ فراحت تحترق في صمت،،
من المؤكد ان لديهم اكثر من ذلك بكثير ولكنهم لا يمتلكون الجرأة على الاقتراب من الاخطبوط الصهيوني،، اين هي حرية التعبير اذن،، ولكنه الانحياز والمعايير المزدوجة التي يتعامل بها الغرب الامبريالي مع جميع القضايا التي تخصنا ، ولكنه ايضا وبالدرجة الاولى ضعف هذه الامة التي لم تعد قادرة على الغضب في مواجهة استباحة مقدساتها والانتصار لدمها.
0 Comments:
Post a Comment